 |
استطلاع الرئي |
 |
|
هل توافق على مشروع بناء ستاد النادى المصرى المقدم من كامل أبو على |
|
 |
|
 |

|
بقلم : عبد المنعم السيسى |
 |
اخبطوا دماغكم في الحيط !!!! |
 |
يبدو أننا لن نتعلم من دروس التاريخ ولن نتقن مطلقا قراءة ما بين سطور الأحداث التي تمر بنا ولن نتحرر مطلقاً من سياسة الاستخفاف والاستعطاف والتطنيش وعدم التفاعل السريع مع الأحداث والتعامل معها بالحكمة والمنطق ... وللأسف كل هذه السياسات القاتلة تعيش عليها مصر منذ سنوات طويلة.. وفي أي مشكلة تحدث تبدو طلبات أصحاب المشكلة بسيطة ويمكن التجاوب معها بكل بساطة ولكن مسئولينا العباقرة يتعاملون معها بكل استخفاف ويتجاهلونها ويتبعون سياسة ودن من طين وودن من عجين ويزداد سقف المطالب ارتفاعا وترتفع معها نبرة الأصوات حتى يضطر ذلك المتكبر إلى اتباع سياسة الاستعطاف المهين بعد ذلك الاستخفاف المتكبر ويكون الثمن باهظاً بالنسبة له كما حدث مع الرئيس المخلوع عندما تعامل في بداية الثورة بكل تكبر هو ووزير داخليته وإعلامه الفاسد ووصل الى ما وصل اليه من استعطاف ومحاولات لاستجداء المشاعر بوسائل تابعها الكل ... وللأسف الشديد استمرت هذه السياسة المميتة بعد الثورة وازدادت رسوخاً مع تولي الاخوان للحكم في مصر وأصبحت سياسة اخبطوا دماغكم في الحيط ولا نرى إلا ما نرى ولا نسمع إلا ما نريد أن نسمع هي السياسة السائدة حتى مع أبسط المشاكل فعندما تحدث اي من المشاكل لم يتحرك مسئول إلا بعد أن تتفاقم الأمور وتصل إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه... وعلى سبيل المثال لا الحصر لنا في قضية مضيفي مصر للطيران المثل المعبر عندما اعلن المضيفون عن اعتصامهم في تاريخ معين قبلها باسبوعين وحذرنا وقتها من خطورة تنفيذ هذا الاضراب على الاقتصاد المصري والخسارة التي يمكن ان تحدث نتيجة ذلك الاضراب .. ولكن مسئولينا وقيادتنا سامحهم الله لم يتحركوا الا بعد بدء الاضراب باكثر من 14 ساعة وخلال هذه المدة توقفت العشرات من الرحلات وضاعت معها عشرات الملايين من الجنيهات بسبب عنترية مسئولين لا يعرفون اسس وفنون ادارة الازمات وبعدها تم تنفيذ مطالبهم بالكامل دون نقصان .( ما كان من الاول سامحكم الله بدل ما تعطلوا مصالح الناس وتضيعوا كل هذه الملايين ) وفي أزمة الاعلان الدستوري الأخير الذي قسم الشعب الى قسمين يعيد التاريخ نفسه في اقل من عامين ويتكرر السيناريو بالكامل مع الاختلاف الكبير وهو أن الشعب أصبح أكثر إدراكاً وأكثر وعياً وأكثر ثقافة بما يدور حوله وأصبحت لديه الخبرة في كيفية توصيل رسالته وكيفية الحصول على ما يريد ... وعلى الرغم من ثبات ورسوخ نظام الرئيس المخلوع لأكثر من ثلاثين عاماً فلم يتمكن من الصمود أمام ثورة الشعب المصري وتهاوى بشكل أسهل مما تتهاوى اوراق الشجر وقت الخريف... فهل يصمد الاخوان وهم في سنة أولى سياسة أمام هذا الطوفان الثائر الذي لم يعد يقبل سياسة اخبطوا دماغكم في الحيط !!!
عبد المنعم السيسي
|
|
|