وقف الصحفي ماتياس وزميلته سمر كرم بالتليفزيون الألماني في الدور الثاني بنقابة الصحفيين يشرحون المعايير الدولية للتغطية الصحفية وقت النزاعات والصراعات السياسية وما هي أساليبها وقد أسعدني الحظ أن أكون ضمن مجموعة من الزملاء خضنا تلك الدورة التي أقامتها الزميلة النشيطة عبير السعدي مقررة لجنة التدريب وظل ماتياس وسمر لمدة أسبوع ينهدون في قلبهم وقلبنا حتي خرجت بمعلومة هامة جداً وهي أننا في مصر لدينا مجموعة من الصحف وبرامج فضائية لا تعرف شيءً عن الإعلام ولا الصحافة وأنصح الزميلة عبير السعدي أن تمنح تلك الفرصة لكل روؤساء تلك الصحف ومقدمي البرامج في تلك الفضائيات للحصول علي تلك الدورات التدريبية أو أن تجبرهم علي ذلك إذا دعي الأمر .
فكنت أحب ان ينأي البيت الصحفي بنفسه عن الصراع الدائر بين القوي السياسية في مصر وألا تجرفه المشاعر والعواطف والمصالح الي تيار علي حساب أخر حتي باتت أوضاعنا لدي الداني والقاصي يرثي لها وتحولنا من وسيلة للتوافق الي أبواق للأحزاب والتيارات السياسية بل أصبح البعض محركاً للفتنة في حين أن المسئولية تقضي بألا نكون وقوداً للمعارك بل دورنا أن نكون رسالات للسلام خاصة في وقت الصراعات والمنازعات وأن نبحث عن نقطة تلاقي بينهم لوأد أي فتنة .. ولكن مع الأسف الشديد والحسرة لم أري أي إعلامي يتمتع بالمصداقية أو الحيادية أو ما نطلق عليه نحن في بلاط صاحبة الجلالة المعايير الصحفية والتي مع كل حزني سمعت بأم أذني أحد المذيعين المتشدقين يقول عبر ميكرفونه الفضائي " أنا مش عارف اللي بينادوا بالحيادية والمعاير دول مين .. دول أكيد مش بني أدمين من لحم ودم .. معقول الواحد يبقي زي الميه كده لا لون ولا طعم " هذا هو حال الإعلام المصري الذي ينفذ أجندات روؤساء الأحزاب والتيارات السياسية .. وقد جرف اليه بكل خزي وعار الهيئة القضائية المصرية التي أنقسمت لتيارين مع وضد والمفروض فيها أن تكون عمياء لا تري سوي الحقيقة المجردة عن الهوي هذا هو العدل الذي تعلمناه .. فالقاضي والإعلامي وجهان لعملة واحدة .. الإعلامي يسعي للتوافق والقاضي يسعي للعدل فهل حققنا هذا ؟
أكيد لا .
بقلم هشام العيسوي
رئيس تحرير جريدة البورسعيدية