تنشط الذاكرة حينما يأتي الكلام – أو – الحديث عن المسرح في بورسعيد.. هذه المدينة العبقرية التي تحدت كبري التحديات، واستطاعت أن تصمد وتسجل اسمها بحروف من نور في تاريخ البسالة والتحدي والانتصار.
لكن على جانب أخر استطاعت روح المقاومة في هذه المدينة الباسلة أن تصنع روحا أدبية وفنيه تحدث عنها الجميع – خاصة فن المسرح أبو الفنون – ويكفي أن نذكر أن أول ناد للمسرح على مستوي مصر كلها أنشئ في بورسعيد، وكان مهدا لميلاد رواد يقودون الحركة المسرحية في مصر نذكر منهم على سبيل المثال الفنان محمود ياسين
ولكن ماذا عن أهم أزمة تواجه الحركة المسرحية في بورسعيد الآن.. هي بالتأكيد أزمة دور العرض المسرحي.. وإذا شئنا التعرف علي جذور الأزمة نعود بالذاكرة إلى ما كانت علية دور العرض المسرحي في بورسعيد بالماضي حيث تواجد العديد منها على سبيل المثال مسرح وسينما ديانا ، النادي الايطالي ، نادي المسرح ، مسرح الإلدرادو وسينما ومسرح ماجيستك ، مسرح رمسيس ، نادي العمال ، مسرح بورسعيد الصيفي، و مسرح قصر الثقافة.. ثم مسرح جمعية بورسعيد للفنون المسرحية والثقافية.
هذا الكم الهائل من دور العرض امتدت إليه معاول الهدم والإهمال بسبب زحف سياسة الانفتاح الاقتصادي وطغيان ثقافة الاستهلاك فتحولت معظم هذه المسارح إلى أطلال ما عدا مسرحين الأول يتبع الدولة وهو مسرح قصر الثقافة الذي أنشئ من بداية الستينيات مع النهضة الثقافية التي عاشتها مصر في تلك الفترة وأيضا امتدت إليه يد العبث حتى أنه في خلال مدة تقترب من العشر سنوات تم ترميمه ثلاث مرات آخرها منذ عامين ورصدت له الدولة مبلغ 17 مليون جنيه ، قد تصل إلي 22 مليون حسب مصدر مطلع في وزارة الثقافة، ومازال العمل به متوقفا أما المتبقي الوحيد لكل مبدعي المسرح في بورسعيد الآن فهو مسرح جمعية بورسعيد للفنون المسرحية والثقافية – وهي جمعية أهلية تابعة لوزارة الشئون الاجتماعية، أما مسرحها فقد أنشئ في أوائل القرن التاسع عشر وكان يسمي مسرح الليرا وأنشأه الإيطاليون، وكانت تقدم عليه عروض موسيقية للجالية الإيطالية أو الفرق الأجنبية الزائرة، وفي بداية العام الماضي زار المبني الأثري لجنة فنية بتكليف من الوزير المستنير عماد أبوغازي برئاسة د. دليلة الكرداني رئيس قسم العمارة بجامعة القاهرة ود. حسام إسماعيل بالتنسيق الحضاري بوزارة الثقافة، وعضوية أحد مهندسي محافظة بورسعيد وذلك لضم المبني إلي قائمة التنسيق الحضاري باعتباره أثرا يجب الاعتناء بة
فحصت اللجنة المبني واعدت تقريرا فنيا لصالح المبني وبناء عليه صدر قرار الوزير عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق باعتماد 3.5 مليون جنيه لترميم وتطوير هذا المسرح وأرسل القرار إلي اللواء احمد عبد الله محافظ بورسعيد الذي أشار إلى إدراج المشروع في ميزانيته 2012 / 2013 ولكن للأسف يبدو أن المشاريع الهامة كتب عليها أن تموت في مهدها.
فهل يتدخل الوزير محمد صابر عرب وزير الثقافة الحالي ويحرك الماء الراكد في هذا المشروع.
نطرح القضية علي مائدة البحث لعلها تجد أذانا صاغية وعقولا مستنير.. وعلي الله قصر السبيل.