كل ما أخشاه أن يستهين التيار المدني المعارض بما يسمي بالتيار السياسي الديني وأن ينسي أن جذوره ممتدة في عمق وقلب مؤيدية وأن أعتي الأنظمة الديكتاتورية لم تستطع التغلب عليه بكل ما أتت من قوة وجبروت وطغيان حتي أنها ألقت بهم في غياهب السجون لأكثر من 80 عاماً
وأخشي علي التيار المدني من الإنهيار السريع وأخشي أن يكون قد أصبح كياناً هشاَ لا صلة له بالشارع المصري وأن يكون وجوده من خلال عدد من الصحف والبرامج الفضائية فقط كما أرجو أن يمد جذوره في باطن الأرض وكان عليه أن يستغل تراجع التيار السياسي الديني قبل الاستفتاء الأخير واستقطاب مؤيديهم من خلال الأفعال وليس الأقوال فكل ما نسمعه الأن لا يمت للواقع بصلة وهو مجرد إعتراض فقط لا يقدم البديل عن القرارات التي لم تعجبه
كنا نتوقع أن يتم التصويت بلا في الأستفتاء علي الدستور خاصة وأن الفضائيات وصحف المعارضة صدعت روؤسنا بأن مواد الدستور فيها سماً قاتل والنتيجة كانت خيبة أمل لكل مؤيدي التيار المدني الذي في النهاية ألقي باللوم علي ما أسماه تارة بحزب الكنبة وتارة بسلبية الناس وتارة بالحشد بأسم الدين دون أن تعترف بفشلها هي في مواجهة التيار السياسي الديني الذي لو نزل ألف مرة في أي إنتخابات سيكون له الغلبة لأنه كما قلت مترسخ في قاع المجتمع وله جذوره الصلبة وأنه نجح ليس فقط بفضل مؤيديه ولكن أيضاً بضعف منافسه وتشتته
نحن نريد معسكرين متنافسن قويين لأن ذلك في النهاية سيكون في مصلحة المواطن في المقام الأول
أقول هذا لأن قوي التيارالمدني بدأت تنحي منحاً خطيراً يدل علي ضعفها وهوانها في الشارع المصري حيث لجأت منذ فترة الي حشد الشارع للإنقلاب علي الشرعية والديمقراطية وإسقاط الرئيس محمد مرسي الذي رغم إختلافنا معه في كثير من القرارات إلا أننا يجب أن نعترف ونقر ونحترم أنه أول رئيس مصري جاء الينا بإرادتنا وعبر الصندوق الإنتخابي مهما إختلفنا أيضاً حول ذلك فيجب أن يتم إسقاطه عبر الصندوق فهذه هي الشرعية التي طالما نادينا بها
أن ما يحاول التيار المدني بذله من جهد لإسقاط التيار السياسي الديني بنفس الأسلوب والطريقة التي تم بها اسقاط النظام السابق يوم 25 يناير القادم والذي سيشهد إحتفالاً بذكري الثورة فهو هباءً منثوراً وقرار غير واعي ولا مدروس وسوف ينقلب السحر علي الساحر لأن هناك فرق شاسع بين نظام مبارك ونظام مرسي فالأول جثم علي صدورنا بأنتخابات مزورة طيلة 30 سنه وحكم عسكري ظالم وقضاء فاسد أما الثاني فقد جاء بإرادة الشعب ومن خلال تصويت حر وقضاء عادل ولو استمر هذا التيار المدني في عناده وغباءه السياسي فسيستمر التيار الديني السياسي الي الأبد وهذا لن يحقق مصلحة المواطن فلابد من وجود منافسة شريفة هدفها صالح مصر
لذلك علي التيار المدني ان يستغل هذا الجهد في زحزحة التيار السياسي الديني بنفس الشرعية ومن خلال التواجد الفعلي في الشارع وليس من خلال شاشات الفضائيات وأوراق الصحف .. فالمواطن يؤيد من يقف ألي جواره حتي لو كان هذا تحت غطاء ديني فهو سيتقبله تحت أي غطاء إذا كان حقيقي وتعالوا نعترف أن أرضية التيار السياسي الديني ترسخت في الشارع وفي وجدان الكثير من الشعب المصري لأنه لم يخلوا بيتاً في مصر إلا وذاق مرارة وظلم النظام السابق فلن يرضي أن يعود اليه مرة أخري خاصة وأن التيار المدني لم يجد حشداً له في الشارع الا بإستغلال رموز النظام السابق وهذا يعد قشلاً سياسياً زريعاً فيجب علي المواطن أن يعي ما يدور حوله من أحداث وأن يقرأ الساحة السياسية جيدا قبل أن يتخذ أي قرار .