بمناسبة الاحتفال بمرور 154 عاماً على بدء حفر قناة السويس وإنشاء مدينة بورسعيد، اسمحوا لى بحكاية يسيرة.

     منذ أربعة أعوام وبالتحديد فى العام 2009م، أى بمناسبة مرور 150 عاماً على بدء عمليات حفر القناة وإنشاء المدينة، وهى دائماً مناسبة تهتبلها الشعوب والدول والمنظمات المختلفة للاحتفال بالأحداث المصيرية والمشروعات الجليلة والمدن ذات الشأن، حدث أن تقدمتُ باقتراح للاحتفال بهذه المناسبة الأعظم تأثيرا ـ فى اعتقادى ـ على مصر الحديثة. وقدمت الاقتراح لعدد من الجهات، هى: هيئة قناة السويس، محافظة بورسعيد، المجلس الأعلى للثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، واتحاد كتاب مصر.

     وكانت النتيجة كما يلى: قامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بطبع الكتاب العلامة (قصة قناة السويس) للدكتور مصطفى الحفناوى. قامت لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة بتنظيم مؤتمر بكلية الآداب جامعة قناة السويس بالإسماعيلية حول المناسبة، حضره عدد من الأساتذة الكبار. نظم اتحاد كتاب مصر مؤتمراً ثقافياً أدبياً ناجحاً بقلعة محمد على بالقاهرة، حضره أساتذة فى النقد الأدبى وأدباء من كل المحافظات المصرية.

     هذا ما قامت به هذه الجهات، أما هيئة قناة السويس، فبعد تبنيها الفكرة تراجعت بسبب أحداث القرصنة البحرية التى كانت على أشدها وقتها جنوبى البحر الأحمر وقبالة الشواطئ الصومالية(!).. طبعاً هذا التراجع يثير عدداً من علامات التعجب، لكنه على الأقل تراجع مبرر، أياً ما كانت نوعية التبرير.. لكن العجب العجاب ما أتى به محافظ بورسعيد وقتها، اللواء مصطفى عبد اللطيف، أتعرفون ماذا فعل هذا المحافظ؟.. وضع عدداً من علامات الاستفهام (؟؟؟؟؟) على المقترح، وأحاله إلى السيدة سكرتير عام المحافظة، وورى المقترح فى مقابر ديوان عام المحافظة(!).

      لهذا، وعلى الرغم من الخلاف المعلن بينى وبين محافظ بورسعيد الحالى، اللواء أحمد عبد الله، فى غير موقف خصوصاً فيما يتعلق بقضية تمثال دى ليسبس وبعض النواحى المتصلة بإدارة شئون المحافظة، فإننى أحييه وأشد على يديه لاتخاذه قرار الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام، وتوخيه الترويج الاقتصادى من خلال البعث الثقافى (الوطنى)، غير أننى أذكره بأن الاحتفال غير العِقدى، (أى كل عشرة أعوام)، أو الربع قرنى (أى كل 25 عاماً) يقتضى الاستمرار كل عام، فهلا اتخذت يا سيادة المحافظ قراراً بهذا، بحيث يصبح اليوم الخامس والعشرون من كل أبريل عيداً يتذكر فيه البورسعيدون، والمصريون معهم، ملحمتهم النضالية ضد الطبيعة والأجنبى والمستعمر؟.. الأمر ممكن وميسور، ولا يتطلب سوى قدر من الإخلاص الوطنى كبير وأراه متوفراً لديك.

    عن قناعة ويقين وصفتُ بورسعيد  فى كتاب عنها بالمدينة الاستثناء، وهى بالفعل المدينة الاستثناء ليس فقط بموقعها العبقرى الذى يصل بين قارات ثلاث هى: أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولا بظروف نشأتها التى رافقت شق قناة السويس فى أشهر وأدق عملية جراحية تُجرى لسطح الكرة الأرضية،

     بورسعيد.. أوقيانوسة مصر الفريدة.. مياه من كل جانب وجزر من صنع الطبيعة وأخرى من صنع البشر.

 لن أتشبب فى بورسعيد، أوقيانوسة مصر الفريدة، درة البحر المتوسط وعاصمة البلاد الثالثة.

نعم.. سم غزير فى عسل قليل..

     لأسباب طارئة لم أتمكن من حضور مؤتمر المعارضة الذى انعقد يوم الخميس 20 ديسمبر الحالى ببورسعيد

     العصيان هو الخروج من الطاعة، ومخالفة الأمر، والامتناع عن الانقياد،

كثيرة هى الأساليب التى تبتكرها الجماعة الشعبية لمقاومة المحتل 

     استفحلت الظاهرة.. بات التحرش سلوكًا يوميًا

الظهور الملحوظ ـ بل المنظم ـ للبلطجية، ذلك المصحوب بتراجع مقصود لقوات الشرطة

اعترف بأننى غضبتُ فور سماعى لخبر إخلاء سبيل محمد حسنى مبارك

     بأوجز وأوضح عبارة أقول، وأناواثق مما أقول، إن بورسعيد كلها ترفض خروج تمثال دى ليسبس 

كم من مكاتبة وكم من مذكرة احتجاجية دفع بها اتحاد كتاب مصر، صوب مجلس النواب، 

     مع أننى محب للفنون، عاشق للحرية، ومؤمن تمام الإيمان بأن الأعمال بالنيات، 

    خطآن جسيمان يصبَّان فى مصلحة الأخوان المسلمين 

   متى يُعاد النظر فى قضية سليمان خاطر؟..